
تقوم بوتان بخطوات جريئة في الاقتصاد الرقمي باستخدام مواردها الوفيرة من الطاقة الكهرومائية لإنشاء صناعة تعدين عملات رقمية خضراء ومستدامة. تتماشى هذه المبادرة الاستراتيجية مع الرؤية البيئية والاقتصادية الأوسع للبلاد، والتي تشمل تعزيز التقنيات النظيفة وجذب الاستثمارات الأجنبية.
تقع بوتان في جبال الهيمالايا وتولد تقريبًا كل كهربائها من الطاقة الكهرومائية، وهي مصدر نظيف ومتجدد للطاقة. وبدلاً من ترك فائض الطاقة دون استخدام، تقوم الحكومة الآن بتوجيهه لتشغيل مراكز بيانات كثيفة الاستهلاك للطاقة مخصصة لتعدين العملات الرقمية. هذا التحول لا يساعد فقط في تنويع الاقتصاد، بل يخلق أيضًا فرصًا جديدة لتطوير البنية التحتية الرقمية.
في قلب استراتيجية بوتان التزام بمبادئ ESG (البيئية والاجتماعية والحوكمة). إن استخدام الطاقة الخضراء يضع البلاد كمثال نادر على تعدين العملات الرقمية المستدام في صناعة غالبًا ما تُنتقد بسبب بصمتها الكربونية الثقيلة. وقد شدد المسؤولون على أن أي عمليات تعدين يجب أن تلتزم بإرشادات صارمة للاستدامة لضمان التوافق مع أهداف بوتان السالبة للكربون.
هذه الخطوة أثارت بالفعل اهتمام شركات التكنولوجيا العالمية والمستثمرين الذين يبحثون عن حلول تشفير مسؤولة بيئيًا. من خلال دمج التكنولوجيا المتقدمة مع سياسة طاقة صديقة للبيئة، تهدف بوتان إلى إيجاد مكانة خاصة بها في المشهد الرقمي العالمي — دون المساس بقيمها البيئية.
مع انتقال العالم نحو ممارسات أكثر خضرة، يمكن أن يكون نموذج بوتان بمثابة مخطط لكيفية تبني الدول الصغيرة للابتكار مع الحفاظ على احترام عميق للطبيعة.